حصلت التدريسية في كلية التربية للعلوم الصرفة/قسم علوم الحياة الاستاذ الدكتورة (كوثر عبد الحسين مهدي) على قبول نشر لمقالة علمية موسومة بعنوان (داء المقوسات الخلقي) من قبل لجنة المقالات العلمية في رئاسة جامعة كربلاء بعد استيفاء المقالة لكافة شروط النشر. وقد ذكرت (أ.د.كوثر عبد الحسين مهدي) ان داء المقوسات الخلقي يحدث نتيجة الاصابة الاولية بطفيلي المقوسات الكوندية للأم خلال مدة الحمل التي من خلالها تنتقل الاطوار سريعة التكاثر من الام الى الجنين عبر السخد، وان نسبة الانتقال تعتمد على مدة الحمل، فعادة ما تكون اوطئها في الاشهر الثلاث الاولى من الحمل (5 -25%) واعلاها في الاشهر الثلاث الاخيرة من الحمل (حوالي 90%). وتتأثر تلك النسب بالتوازن (Balance) ما بين بعض العوامل المناعية وجيناتها (الحركيات الخلوية والحركيات الكيميائية ومستقبلاتها والجزيئات الالتصاقية) وعوامل الفوعة للطفيلي، وان فهم هذا التوازن ربما يسلط الضوء الكثير على امراضية الطفيلي في الام الحامل وانتقاله الى الجنين. وتعتمد خطورة الاصابة الجنينية على مدة الحمل ايضا، ولكن أخطرها تلك التي تكون في الاشهر الثلاث الاولى من الحمل، أذ ينتقل الطور السريع التكاثر عبر السخد الى الجنين مسببا له مشكلات صحية في القلب واستسقاء الرأس والتهاب الشبكية العيني مع تضخم الكبد والطحال وممكن أن تؤدي الاصابة الى الموت واجهاض الام‘ أي ان الخطورة على الحمل تتناسب عكسيا مع تقدم عمر الحمل؛لهذا فأن اقل من 10% من حالات الاصابة تحصل في هذه المرحلة من الحمل اذ بتقدم الاخير تصبح السخد اكثر نفوذية للطفيليات فتقدر نسبة الاصابة خلال المدة الثانية من الحمل بحوالي 30% وبنسبة 60-70 % خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من الحمل، تكمن خطورة المرض خلال الاشهر الثلاث الاولى من الحمل مما يؤدي الى الاسقاط الجنيني او حدوث ولادات غير طبيعية ، الا ان حوالي 58 – 75% من حديثي الولادة لا تظهر عليهم اعراض الاصابة. يموت 14-17% من الاجنة بسبب الاجهاض في حالة أكتساب الام للاصابة في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل دون اخذ أي علاج، اما اذا اكتسبت الام الاصابة وهي في الاشهر الاخيرة من الحمل دون اخذ العلاج فأن 59-65% من الاجنة تكون تحت خط الاصابة مع حدوث مضاعفات حقيقية (غير ظاهرة اثناء الولادة) . ان الاختلاف في نسب الانتقال يرجع الى جريان الدم عبر السخد وضراوة وكمية طفيليات المقوسات الكوندية المكتسبة والقدرة المناعية للام في مقاومة الاصابة الطفيلية.