مركبات النيونيكوتينويد تهدد النحل

مركبات النيونيكوتينويد تهدد النحل

كان لانخفاض إنتاج عسل النحل مصدر قلق واضح على الصعيد العالمي خلال العقد الماضي. وتعتبر المبيدات الحشرية أحد أهم العوامل التي أدت إلى هذا الانخفاض ونتحدث هنا بشكل خاص عن مركبات النيونيكوتينويد (Neonicotinoids) حيث لوحظ انتقالها وتواجدها في الأنهار والجداول.

وقد نشرت دراسة في مجلة علوم البيئة التابعة للجمعية الكيميائية الأميركية ACS journal Environmental Science & Technology Letters مفادها: إنّ ضوء الشمس يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تخفيض التلوث ولاسيما تأثيره الواضح على النيونيكوتينويد حيث استطاع – ضوء الشمس – أن يقلل منه بشكل كبير وخصوصاً في المياه السطحية.

تعمل المبيدات الحشرية المسمات بمركبات النيونيكوتينويد على حماية المحاصيل من الآفات الزراعية مثل الذباب الأبيض والخنافس والنمل الأبيض. لكنها تنجرف وتُغسل بشكل طبيعي نتيجة الأمطار أو نتيجة غسيل هذه النباتات إلى المياه السطحية والتربة في نهاية المطاف. وقد درست الكثير من الأبحاث التي تبين تأثير هذه المبيدات الحشرية على النحل، وقد شرح هذا التأثير البروفيسور (Wright) بقوله إنّ هذه المبيدات تلعب نفس الدور الذي يلعبه النيكوتين على الإنسان فهي تؤثر في خلايا الدماغ وتحثه على طلب المزيد منها وخصوصاً أنه ليس لهذه المركبات طعم يمكن تمييزه من قبل هذه الحشرات فترغب النحلة بأكل المزيد من رحيق الأزهار الملوثة بمركبات النيونيكوتينويد حتى تصل لتراكيز عالية في خلايا النحلة مما يؤدي إلى تسممها وموتها، وعرفت هذه الظاهرة باسم اضطراب انهيار مستعمرات النحل. لكن وفي نفس الوقت لم تستطع هذه الأبحاث فهم تأثير النيونيكوتينويد على البيئة وكيفية التخلص منه بعد استخدامه للحد من تأثيره على النحل.

عمل كل من تشارليز اس وونغ (Charles S. Wong) وزملائه على دراسة تأثير ضوء الشمس على هذا المبيد الحشري في المياه. وطبقت هذه الدراسة على خمسة مركبات للنيونيكوتينويدات في المياه تحت أشعة الشمس في ظروف محددة تحاكي الطبيعية.

ثلاثة أنواع من هذه المركبات تفككت وانخفض تركيزها بشكل كبير في غضون بضع دقائق أما الاثنين الباقيين فقد أخذت عملية تحطيمها بضعة أيام. ولوحظ أيضاً تأثير عمق المياه على عملية التحطم فالمياه التي يزيد عمقها عن ثلاثة إنشات يمكن أن تشكل درعاً واقياً لهذه المبيدات ولاسيما الثياميثوكسام (Thiamethoxam).

وفي النهاية خلص هؤلاء الباحثون إلى أنّ وجود المياه الضحلة في أماكن رش هذه المبيدات سيقلص بشكل كبير من تأثيرها على البيئة بشكل عام وعلى الحياة المائية والنحل بشكل خاص.

النيونيكوتينويدات: هي عبارة عن مركبات تنتمي إلى فئة المبيدات الحشرية ذات التأثير العصبي كما هو الحال في النيكوتين حيث ترتبط مع الأستيل كولين في الخلايا العصبية مما يزيد فيها حالات التنبيه العصبي، ذوابة في الماء، ووجد عدم سميتها على الثدييات ويوجد ثمانية أنواع معروفة لهذه المبيدات هي Acetamiprid, Thiamethoxam, Clothianidin, Imidacloprid, Nitenpyram, Thiacloprid, Nithiazine