إبقاء رواد الفضاء فترة أطول في رحلاتهم مع هواء ماء أفضل
استخدام التبخر الكهرحراري هو بداية تقانة حديثة في مراقبة جودة مياه الشرب في رحلات الفضاء باستخدام مطيافية كروماتوغرافيا الغاز ذات الانتقال التفاضلي.
يوماً بعد يوم يصعد رواد الفضاء في مهمات ذات طموح متزايد وأمل أكبر باكتشاف الكون. هذه المهمات تفرض على العلماء العمل بجد للحفاظ عليهم أصحاء طوال فترات ابتعادهم عن الأرض. ولذلك لا يجوز التهاون في نقاء كل من ماء الشرب و الهواء، وليس من السهولة أن تحصل عليهما في مكان معزول وبعيد عن هذا الكوكب.
وجد الآن طرقة حديثة لمراقبة جودة الماء والهواء في مركبات الفضاء في الزمن الحقيقي أي لحظة بلحظة وبجهاز واحد وذلك وفق ورقة بحثية نشرت في مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية للكيمياء التحليلية ACS journal Analytical Chemistry.
تعتمد الخيارات التقليدية الراهنة لفحص الملوثات الموجودة في الماء والهواء من أحياء دقيقة ومواد مشعة على جمع العينات وإرسالها ليتم تحليلها في الأرض. لكن في الرحلات الطويلة كرحلات طواقم محطة الفضاء الدولية International Space Station – ISS التي تناهز الستة أشهر، حيث ينتظر الطاقم العودة حتى يعرف نتائج تحاليل هذه العينات مما يشكل خطورة على سلامتهم، بالرغم من وجود معدات في محطة الفضاء الدولية لكشف بعض المواد الضارة في الوقت الحقيقي لكنها تبقى محدودة.
لذلك ابتكر مجموعة من علماء الكيمياء التحليلية بقيادة كل من فاكوندو م. فرنانديز Facundo M. Fernández وويليام ت. والاس William T. Wallace وزملائهم جهاز حساس و سريع لمراقبة الماء والهواء في الوقت الحقيقي. الجهاز هو عبارة عن تطوير لنوع من أجهزة مراقبة جودة الهواء ليقوم بمهمة إضافية في مراقبة جودة الماء في نفس الجهاز لكن مع توليف بسيط للتبديل بين العمليتين. يقوم الجهاز المخصص أصلاً لتحليل الهواء بتحليل الماء بما فيه من مكونات وملوثات عبر تبخير العينة المدخلة فيه لتتحول إلى غاز كي يتم تحليله كما يتم فحص الهواء وفق تقانة كروماتوغرافيا الغاز المعدلة لهذا الغرض الإضافي. كما أكد العلماء أنّ هذه التقانة ستدخل حيز التطبيق في الرحلات الفضائية القادمة وأيضاً في المناطق المعزولة في الأرض كالغواصات.
إنّ دخول مثل هذه التقانة حيز التطبيق، سوف يحافظ لعى رواد الفضاء بصحة أفضل ضمن رحلاتهم الطويلة.