علامات تثبت أنك تابعاً بدلاً من أن تكون قائداً
بينما نرى الأثر الواضح لعلم القيادة في عالم إدارة الأعمال، في الحقيقة القيادة مفهوم واسع جداً، وأكبر من مجرد تطبيقه في عالم الأعمال الكبرى، هو علم يمكن الاستفادة منه في جميع مراحل حياتنا اليومية، انطلاقاً من الأشخاص أصحاب الرؤى والتخطيط، ومروراً بالقادة والعسكريين، وانتهاءاً إلى أولئك الذي يطمحون بكل بساطة بناء حياة أفضل لأنفسهم، القيادة هي الطريقة الأمثل التي يمكن أن تساعد الجميع في تحقيق أهدافهم الشخصية.
وهذا ما يؤكد على ضرورة تحسين أنفسنا، والاستفادة من المهارات القيادية الأساسية التي ستمكننا من تحقيق الأشكال المختلفة للنجاح، وبكل تأكيد من دون ذلك، تكون قد أسملت نفسك لدور التابع.
وانطلاقاً من هذا المبداً، هذه هي 10 علامات واضحة تدل على أنك تابعاً بدلاً من أن تكون قائداً واثقاً وجريئاً:
1- تفتقد إلى الذكاء العاطفي
قد لا يبدو الذكاء العاطفي وكأنه مكون أساسي من مكونات القيادة الناجحة، ولكنه من المستحيل بناء حالة من التقدير والإحترام والقوة من دون تقييمنا لمشاعر من حولنا، وربما ذلك دافع أساسي لانعزال وانفصال الآخرين عنك، مما يجعل بكل تأكيد من الصعب تكوين علاقات شخصية أم مهنية.
ولنأخذ على سبيل المثال ميت رومني Mitt Romney المرشح الرئاسي للولايات المتحدة الأميريكة عام 2012، عندما أدعى بشكل صريح وواضح أن “43% من سكان الولايات المتحدة هم خاسرون”.
هذا النوع من الانتقادات اللاذعة التي لا معنى لها تظهر الإفتقار التام لإحترام مشاعر الآخرين، وتعرض أيضاً عدم وجود الحس السليم وإمكانية ضبط النفس.
إذا لم تتمكن من التعاطف مع أبناء جلدتك واحترام مشاعرهم، فإنه من المستحيل عليك أن تقود الآخرين وتطور علاقات نافعة للمستقبل.
2- تتأثر بسهولة في اتخاذ قراراتك
اتخاذ القرارات هو جانب حاسم آخر من من القيادة، بغض النظر عن المهنة التي تعمل بها، إحرص على تحسين عاداتك ونمط التفكير الخاص بك أو الجأ إلى التصويت في الاختيارات.
القادة الناجحون هم حاسمون دوماً وقادرون على التفكير بشكل مستقل، في حين أنّ التابعين يتأثرون بسرعة كبيرة عندما يحاولون الوصول إلى قرار أو نتيجة نهائية.
وعلى سبيل المثال، ما حصل في انتخابات المملكة المتحدة أخيراً، على الرغم من أنّ 30 مليون صوت تقريباً صوتوا في كافة أنحاء البلاد لإنتخابات رئاسة الوزراء، تشير الأدلة بأنّ 59% الناخبين لم يكونوا قادرين على اختيار رئيس الوزراء البريطاني، وهذا يثير شبح التصويت الدال على الجهل.
وإذا لم تكن قادراً للبحث عن مواضيع محددة والتفكير بشكل مستقل لاتخاذ قرار حازم، لن تكون أبداً قادراً على النجاح في القيادة.
3- تتبع القوعد بدلاً من أن تكسرها
هناك العديد من الفروق الرئيسية بين القادة والأتباع، واختيار النهج الفريد الخاص بك من القواعد تعطي أبرز مثال على ذلك، القادة هم أكثر تقبلاً للحاجة إلى التغيير والقدرة على كسر القواعد من أجل بناء قواعد خاصة بهم أفضل، في حين أنّ الأتباع أكثر ميلاً وجنوحاً إلى التمسك بالوضع الراهن من دون سؤال. وهي أيضاً مسألة شجاعة، ذوي القدرات القيادية دائماً ما لديهم قناعة داخلية عظيمة عندما يتعلق الأمر بقيادة التغييرات والعمل بالإصلاحات غير المرغوبة.
فإذا كنت تمتلك طموحات في القيادة، بالتالي يتوجب عليك تطوير العقل التحليلي الخاص بك والذي يحدد فرص التغيير الواجب اقتناصها، كما يتوجب عليك أن تكون قوياً في مواجهة الإنتقادات.
4- لا تحب المخاطرة والمجازفة
قد تحتاج أيضاً خلال سعيك للتغيير إلى أن تتحمل المخاطر إضافة إلى كسر القواعد، ونتيجة لذلك، فإنّ القادة المتميزون لديهم نزعة وشهية خاصة للخطر، وهم على استعداد لأن يثقوا بقدراتهم ومواهبهم عند إتخاذ القرارات الصعبة، في المقابل، الأتباع يميلون في طبيعتهم لأن يكونوا أكثر نفوراً من المخاطر ويرغبون في إتخاذ إجراءات أو قرارات ربما يكون لها أثر سلبي في بعض الأحيان.
إذا كنت ترغب في التغلب على هذا الخوف الفطري، والظهور كقائد قوي يستطيع التحكم في الحالات الفريدة، تحتاج إلى أن تخطو خارج منطقة الراحة الخاصة بك، والبدء في اتخاذ المخاطر المحسوبة من أجل تحقيق الأفضل.
5- أقل تقبلاً للمواهب
من وجهة نظر عالم الأعمال، المواهب أمر حاسم ومصيري لفتح آفاق جديدة لنجاح طويل المدى. ذوي المهارات القيادية العبقرية يميلون إلى جذب وإشراك المواهب بشكل أفضل من الأتباع، لأنهم في المقام الأول واثقون في قدراتهم الخاصة وقادرون على أن يحيطوا أنفسهم مع أصحاب المهارات الفريدة من غير أن يكونوا حسودين، في حين يفتقر الأتباع عادة لأن يكونوا أقوياء، وواثقون في أنفسهم، وذات عقول مستقلة، حيث أنهم بسرعة يبدؤون في التشكيك بقدراتهم الخاصة عندما يحيطون بالأشخاص ذوي المهارات المرتفعة والموهوبين. وهذا مما يمكنه أن يشكل عائقاً أمام إقامة أي علاقات مهنية أو شخصية إيجابية.
وفي هذا الصدد، فإنّ تطوير قدرتك على إحترام وتقدير المواهب والمهارات الفردية، يمكنه أن يتيح لك أن تقود بتعايش وتأثير أفضل بكثير.
6- تحصل على النتائج في الطريقة الخاطئة
هناك خط رفيق بين القيادة المعتمدة على الفعالية والقيادة المعتمدة على الإرهاب والاستضعاف، وهذا ما هو مؤكد من قبل الحقيقة التي تقول بأنّ كبار المدراء التنفيذيين الناجحين مثل المدير التنفيذي لشركة أمازون جيف بوزيز Jeff Bezos قد اتُهموا باستخدام أساليب الإرهاب والتخويف. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ المهارات القيادية الحقيقة تمكن الأفراد من التأثير وإلهام الآخرين من خلال التشجيع، في حين أنّ الأتباع غالباً ما يلجؤون إلى استخدام العدوانية، والتلاعب والخداع، والإكراه، للحصول على امتثال لأوامرهم.
وإنه من الضروري أن تفهم هذا الاختلاف الحاسم، وتتذكر أنّ الغاية لا تبرر الوسيلة عندما يتعلق الأمر بمحاولة قيادة الآخرين. التهجم وحده لا يجلك قائداً، وإنه في الحقيقة يمنعك من أي تحقيق لقدراتك الكاملة كفرد.
7- تفتقد إلى مهارات إدارة الوقت
إنه واحد من الاختلافات الأكثر الأهمية التي تفصل القادة عن الأتباع، أصحاب الصفات القيادية لديهم مهارات إدارة الوقت الفطرية التي تمكنهم من تنظيم أنفسهم ومن حولهم على حدٍ سواء.
سواءً كنت تدير فريق من الموظفين أو ببساطة تريد وضع جدول يومي فعال، قدرتك على تحديد أولويات المهام لديك وإنجازها بكفاءة أمر بالغ الأهمية. الأتباع غالباً ما يفتقرون إلى هذه المهارة، بسبب افتقارهم للبصيرة ولطبيعتهم السلبية التي تجعلهم سعداء إما إلى الإنحراف أوالسماح للآخرين بإدارة وقتهم. تحتاج بكل تأكيد، ولتغيير هذا النمط السلوكي، لأن تأخذ بزمام المبادرة وتسارع إلى جدولة مهامك وتحديد الأطر الزمينة لإستكالها.
8- تفتقد إلى الإنضباط كفرد
وفقاً لرائد الأعمال الملهم والكاتب المشهور جيم رون Jim Rohn، الانضباط هو “الجسر الذي يصل بين الأهداف والإنجاز”. إنه الأمر الذي تحدده فقط القادة الحقيقيين، حيث أنهم يميلون لأن يكونوا منضبطين جداً في طبيعتهم وقادرون على العمل بطريقة مركزة للغاية وجاهزة في أي وقت. في المقابل، يميل الأتباع إلى التصرف ببساطة وبسهولة مع محيطها، ويفتقرون الثبات العقلي لتحقيق رؤى وأهداف على المدى الطويل. وهذا ما يمكنه أن يسبب مشاكل كبيرة، حتى أولئك الذين لديهم غريزة قوية للطموح والحرص على العمل بشكل أخلاقي سيفشلون بدون محرك أو انضباط ذاتي.
لحسن الحظ، الانضباط عادة يمكن تعلمها خلال فترة من الزمن، وخاصة إذا كنت على استعداد لجدولة أهدافك ووضع خطة بعيدة المدى للنهوض بنفسك كموظف أو كفرد.
9- لا تستطيع السيطرة على مشاعرك وعواطفك
وفي سياق مماثل، القادة تميل إلى الاحتفاظ بمزيد من السيطرة على مشاعرهم، والبقاء على مزاج متماسك وملائم، وهذا لا يعني أنهم لا يكافحون عند الارتفاعات والهبوطات العاطفية (كما نفعل جميعاً)، ولكنهم يملكون القوة الذهنية والشخصية لإدارة هذه المشاعر من دون التأثير على إنتاجيتهم ومزاجهم.
غالباً ما يفتقد الأتباع لهذه القدرة، الأمر الذي يعني أنهم عرضة لأي نوبات عاطفية أو فترات من الإكتئاب الذي يمكن أن يحيلهم من تحقيق أي هدف محدد. فإذا كنت ترغب بالتغلب على هذه الحالة والظهور كقائد قوي، بالتالي يتوجب عليك أن تبني أساليبك الخاصة للسيطرة على العواطف ودفعهم إلى طاقة إيجابية.
10- تفتقد إلى الرؤية الواضحة والموزونة
اشتهر الشاعر والكاتب الشهير جوناثون سويفت Jonathon Swift بتفسيره لحقيقة الرؤية والبصيرة، والذي وصفها بأنها فن “رؤية ما هو غير مرئي عند الآخرين”. وهذا أيضاً يصنع فارقاً متميزاً بين القادة والأتباع، القادة تملك فهم واضح وموجز لما يريدون تحقيقه عبر المدى الطويل، في حين أنّ الأخيرة أكثر ميلاً للعيش في الوقت الراهن. وهذا ما يوضح السبب بكون وضوح الفكر هو خاصية قيادية مهمة، وكون القادة أكثر استعداداً لتقديم التضحيات اليوم من أجل الاستفادة منها غداً.
إذا كنت ترغب بتطوير المهارات القيادية الخاصة بك، فمن الضروري أن تكون قارداً على تحديد أولويات واضحة لديك، وأهداف طويلة الأجل يمكن تحقيقها من خلال سلسلة من المراحل والخطوات.