مركز الثقل ….. سحرا بلا ساحر
لو سألت أحدهم ماذا تعرف عن مركز الثقل للأجسام وما هي أهميته في حياتنا اليومية ؟!!
ستجد انه بدأ يسرح في خياله العملي ويفتش بين ثنايا ذاكرته عن تلك المعادلات المعقدة التي كان يدرسها في مرحلة الثانوية من عمره, ثم تبدأ التفسيرات من الشرق والغرب و بالكاد يصل إلى الإجابة الصحيحة O_o
وبعيدا عن كل تلك التعقيدات الفيزيائية والقوانين الصارمة في هذا المجال دعونا نتعرف على هذا المفهوم من حياتنا اليومية البسيطة.
تجربة واستنتاج :
أنت والكرسي ……
سأجلسك على كرسي دون أن أربطك أو أقيدك بشي بحيث لا تقم بإرجاع قدميك إلى الخلف ولا تقم بتحريك جذعك إلى الأمام, والآن أتحداك إن استطعت أن تنهض عن الكرسي ولك أن تستخدم من قوتك العضلية ما شئت ويأسفني أن أقول لك لن تنجح مهما حاولت.
يبدو الأمر وكأن هناك سحرا يختفي وراء تلك الظاهرة الغريبة, لكن الأمر ابسط مما تتخيل ….. أنه مركز الثقل.
عندما يكون الخط العمودي النازل من مركز ثقل الجسم مارا بقاعدته, تأكد تماما بأن الجسم في هذا الحالة يكون جسما متزنا ولن ينقلب وسيبقى منتصبا ما لم يخرج الخط العمودي النازل من مركز الثقل عن حدود القاعدة التي يغطيها الجسم وهذا بالضبط ما يفسر صمود برج بيزا المائل حتى هذه اللحظة هذا بالإضافة إلى عمق الأساسات لذلك البرج.
فالإنسان الذي يقف بشكل معتدل لا يمكن أن يقع على الأرض إطلاقا وذلك لنفس السبب الذي ذكرناه سابقا وهو عدم خروج الخط النازل من مركز ثقله عن المساحة التي تغطيها قدميه , في حين لو طلبنا منه أن يقوم بالوقف على قدم واحدة سيبدأ الجسم بتأرجح وسيصاب بحالة من عدم الاستقرار.
هل جربت يوما أن تسير مع أحد البحار المتمرسين, بتأكيد ستلاحظ أنه سيسبقك أثناء المشي وذلك بسبب المسافة الكبيرة التي يقطعها في الخطوة الواحدة
لكن هل تساءلت لماذا ؟؟
يقضي البحار جل وقتهم فوق سفن متأرجحة في عرض البحر وذلك هم دائم معرضون للانقلاب والسقوط عن ظهر السفن في أي لحظة لذلك ستجدهم يحاولون الحصول على أكبر قاعدة ممكن لأجسامهم كي لا يسقطون, محاولين بذلك أن يحافظوا على ذلك الخط النازل من مركز الثقل لأجسامهم وأن يبقى في حدود المساحة التي تغطيها أقدامهم, لذلك ينعكس هذا الأمر على حياتهم اليومية فتجد أنهم يعتادون على المشي بحيث تكون الساقين متباعدتين أثناء المشي دون إدراكا منهم.
إذن حتى تستطيع أن تنهض عن الكرسي وتجعل من نفسك شخصا متزنا لابد وأن تعجل الخط العمودي النازل من مركز الثقل يقع في محيط القاعدة التي تغطيها قدميك, والذي يقع داخل الجسم, قرب العمود الفقري, على ارتفاع 20 سم من مستوى السرة, ولكي تفعل ذلك عليك أما أن تقوم بإرجاع قدميك إلى الخلف بحيث تجعل القاعدة في منتصف الخط العمودي أو أن تقوم بدفع جذعك إلى الأمام دافعا بذلك مركز الثقل إلى منتصف القاعدة, وهذا ما فعله يوميا دون إدراكا منا
