كيمياء الفيلم الفوتوغرافي
إنّ من أسهل الأشياء هذه الأيام هو التقاط صورة. أغلبنا الآن يملك كاميرا ديجيتال، أمّا عن الذين لا يملكون فهم حتماً لديهم جوال مزوّد بكاميرا. قديماً كان التصوير يُعتبر على أنّه علم وكما اعتبر أيضاً كــ فنّ.
إنّ في اختراع الفيلم الفوتوغرافي امتزجت كيمياء وفيزياء الفيلم مع بعضها. كما نتذّكر أغلبنا كيف أنّ الفيلم الفوتوغرافي كان مصنوعاً من قطعة من البلاستيك ملفوفة داخل علبة صغيرة.
البلاستيك الذي استُخدم في صنع الفيلم كان من البوليستر، أو أسيتات السيللوز أو من نترو السيللوز. هذا البلاستيك مُغلف بمادة كيميائية خاصّة تتفاعل مع الضوء. هذه المادة الكيميائية تكون على شكل مستحلب وفيها أملاح هاليد الفضة والتي تمّ ارتباطها بواسطة الجيلاتين، وهذه الأملاح مختلفة الحجوم وتساعد بزيادة حساسية الفيلم للضوء.
ولكن الأفلام وصناعتها لم تبدأ هكذا!
في عام 1876 تمّ العمل على أول فيلم عندما بدأ كلاً من Hurter و Driffield بأبحاثهما المتعلّقة بحساسيّة الفيلم للضوء. كان النّاس قبل الفيلم المستخدم اليوم يستخدمون لوحات زجاجيّة فوتوغرافيّة، وهذه اللوحات لم تكن فقط مُكلفة بل كانت صعبة الاستخدام.
الفيلم الفوتوغرافي الأول الذي يتمً إنتاجه بواسطة نترو السيللوز، واستعمل الكافور (مادة شمعية بيضاء ذو رائحة عطرية قوية) كسيللوئيد (مركب سريع الاشتعال استعمل سابقاً في صناعة الأفلام)، والمشكلة بهذا الفيلم كانت بأنّه قابل للاشتعال للغاية.
عام 1889 تمّ اختراع أول فيلم مرن ملفوف من قبل ايستمان كوداك Eastman Kodak. كان هذا الفيلم الأول المميّز لأنّه كان مرن وغير قابل للكسر وبسهولة يتمّ لفّه، وتمّ تغليفه بمواد كيميائيّة حسّاسّة للضوء على قاعدة مصنوعة من نتريت السيللوز. وكان هذا الفيلم من جعل التصوير ممكناً للجميع.
التقدّم في الأفلام:
بحلول عام 1920 تم استبدال هذا الفيلم من أسيتات (خلّات) السيللوز والذي كان بدوره أكثر أماناً، وتمّ تقديم خلال هذه الفترة فيلم بنكروماتي حسّاس للضوء Panchromatic (وهو نوع من الأفلام الذي تكون فيه ألوان الفيلم بالأبيض والأسود). هذه الأفلام كان باستطاعتها تمييز طيف اللون الكامل للضوء، والذي لم يكن متاحاً في الأفلام السابقة.
أما التصوير الفوتوغرافي الملون فقد اشتُهر بعد الحرب العالميّة الثانية. حيث يعد هنري فوكس تالبوت Henry Fox Talbot أوّل من اخترع الصورة السالبة Negative (أي الصورة التي تظهر فيها المناطق المضيئة في الأصل مظلمة في الصورة) والتي يمكن اتخاذها من عدّة نسخ مطبوعة. قام Talbot بمعالجة ورقة بمحلول لملح الفضة والتي جعلتها حسّاسّة للضوء. عند تعريض الوجه الخلفي للورقة للضوء سوف يسودّ بينما يظهر الموضوع بظلال رماديّة.