بعض أنواع البكتريا المرضية

بعض أنواع  البكتريا المرضية

بعض-أنواع-البكتريا-المرضية-720x340

جنس Bacillus

يتكون من عصيات موجبة لصبغة غرام Gram-positive في مراحل النمو المبكرة (24 ساعة الأولى من النمو) بعد ذلك تتغاير الصبغة ما بين موجبة إلى سالبة لصبغة غرام فلهذا يعرف جنس Bacillus يكون متغايراً لصبغة غرام .

توجد أفراد هذا الجنس بشكل واسع في مختلف البيئات حيث توجد في التربة بشكل واسع جداً. وفي المواد المالحة بنسبة قليلة كما وتتواجد في البيئات الحارة (65م°) والبيئات الباردة (5م°) ويتصف هذا الجنس بأنّ بعض أفراده لها القدرة على تلوين الأغذية المعلبة والحليب المعقم والخبز[3] وبعضها الآخر له أضرار على الصحة إذ يسبب بعض الامراض كالتسمم الغذائي والجمرة الخبيثة.

شُخِصَ هذا الجنس أول مرة من قبل العالم (Chon) عام 1872 حيث لعب دوراً مهماً في تطوير علم الأحياء لما لهذا الجنس من قابلية على إنتاج العديد من المضادات الحيوية والأنزيمات وإنّ معظم أفراد هذا الجنس تنمو هوائية أولاً هوائية اختيارية

أُجريت اول دراسة تصنيفية عام (1946) من قبل الباحث Smith وجماعته حيث اعتمد بهذا التصنيف على دراسة الصفات المظهرية والكيموحيوية وقد تم تحديد (19) نوعاً لجنس (Bacillus) واستكمل التصنيف من قبل الباحث (Gorden) وجماعته عام (1973) إذ تم إضافة ثلاثة أنواع ليصبح عدد جنس (Bacillus) في ذلك الوقت (22) نوعاً إلى أن وصل تعداد هذا الجنس عام (1986) من قبل الباحثين (Claus) و (Berkely) إلى (34) نوع وبالاستناد إلى آخر تصنيف لهذا الجنس عام (2001) بالاعتماد على الطرائق التشخصية الجزيئية (Molecular phylogenetic methods) للتمييز بين أنواع جنس (Bacillus) والبالغ عددها (125) نوعاً حيث أمكن تقليص عدد الأفراد التالية لجنس (Bacillus) من خلال دمج أنواع معينة مع بعضها وتشكيل أجناس جديدة تابعة لعائلة (Bacillaceae) ومن أمثلتها جنس (Paenibacillus) الذي تنتمي إليه بكتريا P. Polymyxa إذ تم تغير تسميتها من قبل الباحث Ash وتم التأكيد على هذا التغير في عام (1994) من قبل نفس الباحث ومجموعة من الباحثينوجميع هذه الأجناس تتصف بكونها بكتريا عضوية لصبغة غرام منتجة للأبواغ الداخلية/ هوائية لا هوائية اختيارية.

إنّ هذا التوسع في جنس Bacillus عكس أهمية الوراثة الجزيئية في الكشف عن الاختلافات الجينية بين الأنواع المتشابهة مظهرياً لأفراد هذا الجنس. وبالإمكان تمييز جنس Bacillus عن جنس (Clostridium) حيث كلاهما منتج للأبواغ الداخلية وتعيش في التربة من خلال معرفة النسبة المولالية للـ (G + C) حين تكون لجنس Bacillus حوالي (32-69) في حين تكون لجنس Clostridium حوالي (24-54).

بكتريا كليبسيلا Klebsiell

ينتمي جنس Klabsiella إلى العائلة المعوية وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العالم الألماني Edwin Klebs سنة 1934 وهي بكتريا عصرية سالبة صبغة الغرام محاطة بمحفظة. تترتب بشكل منفرد أو أزواج أو سلاسل قصيرة، غير متحركة، لا هوائية اختيارية، كذلك تتميز بأنها مغمرة بسكر اللاكتوز[8]، تنمو على الأوساط الاعتيادية وبدرجة حرارة (37م°)، تظهر المستعمرات على وسط الأغار المغذي بشكل غزير وتكون مخاطية ذات لون أبيض رمادي أما على وسط الأغار الماكونكي تكون المستعمرات دائرية ولا تحلل الدم، وعلى وسط الأغار الماكونكي تكون المستعمرات كبيرة ومخاطية وردية اللون لكونها مخمرة لسكر اللاكتوز[10,9] ، وتوجد بشكل نُبيت طبيعي في أمعاء الإنسان والحيوان[11]، وعلى كل حال تكون البتكريا انتهازية ممرضة إذ تستطيع أن تسبب تجرثم الدم وذات الرئة والتهاب مجرى البول[12]، تعزى القدرة المرضية لهذه البكتريا عادة لامتلاكها أغلفة خارجية وقد وجدتا هذه البكتريا في مرض الإسهال الحاد عند الأطفال وقد عرفت سلالات منتجة لنوع من السموم المعوية مشابهة للسم الذي تنتجه بكتريا E-Coli13

بكتريا  Staphylococcus S.P

يُعد العالم روبرت كوخ أول من بعد المكورات العنقودية بالقيح سنة (1878)[14]، وهي بكتريا كروية أو بيضوية الشكل تترتب بشكل منفرد أو مزدوج أو بشكل عشوائي عنقودي أو بشكل سلاسل قصيرة موجبة لصبغة غرام كما وأنّ بعض السلالات المرضية منها والمعزولة من القيح تمتلك محفظة[15-12].

تنمو البكتريا بصورة جيدة في الأوساط الاعتيادية وخاصة في الظروف الهوائية وبدرجة حرارة (37م°) إذ تظهر المستعمرات على وسط الأغار المغذي بعد (24) ساعة من النمو وتكون بشكل دائري قطرها (1-2) ملم ناعمة ويكون أصفر ذهبي[9].

أما على وسط الماكونكي تكون المستعمرات دائرية وصغيرة الحجم وذات لون وردي شاحب ولكن يصبح لونها وردي غامق بعد حقنها لمدة (48) ساعة[15-4].

يعد هذا النوع من البكتريا من أهم الانواع من جنس (Staphylococcus) والذي يمتاز بإنتاجه لأنزيم مخثر البلازما والذي يعد من عوامل الضراوة الرئيسة لهذه البكتريا[16] كذلك تصيب الجلد وتسبب خراجات جلدية كالبثرات وتصيب كافة انواع الجروح إذ تقوم البكتريا بنخر الجلد (Skin necrosis) ومن ثم تقيحها وقد تصل إلى مجرى الدم أو اللمف وبالتالي تنتشر إلى باقي أعضاء الجسم مسببة التهاب العظم النقي وذات الرئة القصبي وذات السحايا والتهاب بطانة القلب فضلاً على ذلك تسبب بعض السلالات التسمم الغذائي نتيجة لإنتاجها السموم المعوية والذي تظهر اعراضه بعد (1-6) ساعات تناول الغذاء الملوث، بعض السلالات تنتج سموم مقشرة للجلد (Exfoliative toxin) مسببة أمراض الجلد المقشرة وتنخر الجلد وخاصة عند الأطفال دون (4) سنوات[14-4].

إنّ سبب فعالية بعض المركبات الكيميائية  مثل الأحماض الأمينية  ضد أنواع البكتريا المذكورة يمكن أن يعزى إلى عدة أسباب أهمها:[18-15]

أ. قدرة محاليل هذه المركبات على إذابة الطبقة الدهنية لجدار البكتريا مما يسبب نضوح سوائل الخلية إلى الخارج وتدميرها.

ب. إمكانية حدوث تفاعلات كيميائية بين المركبات التي تحتوي على مجاميع  فعالة مثل هيدوركسيل وذلك عن طريق تكوين أواصر هيدروجينية بين هذه المجموعة ونيتروجين الأحماض الأمينية في الخلية البكتيرية مما يعطل فعاليتها ويبدها.

جـ. الصفة المخلبية للأحماض الأمينية والتي يمكنها أن تكون معقدات مع العناصر الفلزية الموجودة في جسم الخلية مثل البوتاسيوم والمغنيزيوم والزنك والكالسيوم والحديد والتي تحتاجها الأحياء المجهرية[19]، مما يجرد الخلية البكتيرية من هذه العناصر الضرورية ويعطل استمرارها ومن ثم موتها[20].

إن سبب مقاومة أي نوع من أنواع البكتريا لبعض المركبات الكيمياوية يعود إلى عدة أسباب أهمها:

1. الصفة الوراثية لنوع الخلية حيث أنّ لهذه الخلية القابلية على مقاومة المواد الكيميائية من خلال إصلاح العطب الحاصل في حامضها النووي وبسرعة فائقة مما يجعلها نشطة وكأنها لم تتعرض الى تلك المواد الكيميائية ومن هذه البكتريا المسماة (Micrococcus Radio Duvans).

2. وجود غلاف سميك يحيط بالخلية سبب احتواءه على نسبة عالية من الدهون مما يمنع المواد الكيميائية من الوصول داخل الخلية.

3. حدوث طفرة في جين معين من جينات البكتريا مما يؤدي إلى إنتاج أنزيم يؤدي إلى تحطيم المادة الكيميائية المستعملة