إعادة برمجة الخلايا ..” أمل جديد ” لعلاج مرض السكري

إعادة برمجة الخلايا ..” أمل جديد ” لعلاج مرض السكري

 

يحاول الباحثون منذ سنوات عديدة إيجاد طريقة لعلاج مرض السكري المزمن والذى يصيب أكثر من 347 مليون شخص في العالم حسب آخر إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية. مرض السكري بنوعيه الأول والثاني سببه عدم كفاية خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، وبالتالي يحتاج العلاج استزراع خلايا بيتا سليمة بالإضافة إلى التثبيط المناعي لضمان عدم رفض الجسم لهذه الخلايا عن طريق مكونات المناعة الذاتية، لكن حتى الآن لم يتمكن الباحثون من إنتاج هذه الخلايا في المعمل بفعالية عالية سواء من الخلايا الجذعية الجنينية أو من خلال إعادة برمجة الخلايا الجذعية الناضجة، كما و حاول الباحثون إعادة تفعيل خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في المرضى وقد نجحت هذه الطريقة لكن بشكل محدود. وحسب الدراسة التي نشرت مؤخراً بدورية “Journal of Clinical Investigation”، في الثاني والعشرين من شهر فبراير الماضي توصل فريق من الباحثين بكلية الطب في جامعة بنسلفانيا الأمريكية إلى طريقة جديدة لعلاج مرض السكري وذلك باستخدام ما يعرف بتقنية إعادة برمجة الخلايا. وتكمن الطريقة الحديثة في علاج مرضى السكري باستخدام ما يعرف بتقنية إعادة البرمجة التي تهدف إلى تحويل خلايا ألفا داخل البنكرياس إلى خلايا بيتا المفرزة للأنسولين، فكما يقول الباحثون أن إعادة برمجة خلايا ألفا لتصبح خلايا بيتا يمكن أن تصبح يوماً ما طريقة واعدة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وذلك من خلال زيادة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين وتقليل خلايا ألفا المنتجة للجلوكاجون، فمرض السكري من النوع الثاني ليس فقط نقص الأنسولين وإنما أيضاً زيادة إنتاج الجلوكاجون. وأشار الباحثون إلى أن تقنية إعادة البرمجة ساعدت في تحويل عدد كبير من خلايا ألفا إلى خلايا بيتا المفرزة للأنسولين، وذلك بعد معالجة خلايا من البشر وفئران التجارب بمركبات تستطيع تغيير المادة الوراثية في خلايا ألفا وتحثها على التحول إلى جينات خلايا بيتا بحيث أصبحت الخلايا تتصرف وكأنها خلايا بيتا، وفسروا ذلك بأن خلايا ألفا تحتوى على بعض الجينات القابلة للتعديل، وهو ما ينتج عنه هذا التحول المثير. وتحمل تقنية إعادة البرمجة في تكوين خلايا بيتا ميزة أخرى، وهي أنها تساهم في خفض إفراز كميات كبيرة من هرمون الجلوكاجون الذي تفرزه خلايا ألفا، والذى يرفع من مستوى الجلوكوز بالدم، ما يقلل من تركيزه وبالتالي تصبح مهمة الأنسولين أسهل للسيطرة على مستوى السكر في الدم.