” أبواغ البكتيريا الداخلية “..مصانع لبلورات الفضة النانوية

 
 

” أبواغ البكتيريا الداخلية “..مصانع لبلورات الفضة النانوية

Layer-22--300x259

في دراسة حديثة ونوعية لباحثين من جامعة أصفهان الايرانية نُشرت يونيو الماضي في دورية ” World J Microbiology Biotechnology ” تم استخدام الأبواغ الداخلية (Endospore) لبكتيريا (Bacillus atrophaeus ) لتطوير طريقة لانتاج جزيئات الفضة النانوية ( Silver Nanoparticles) حيث تعتبر عمليات تصنيع الجزيئات النانوية باستخدام كائنات حية طرق واعدة يمكن الاعتماد عليها في مجالات عديدة تتضمن ” تكنولوجيا المجسّات الحيوية ، عمليات التشخيص ، العلوم الطبية الحيوية وفي معرفة تسلسل الحمض النووي وغيرها ” نظراً لبساطتها وعدم سميتها . فبكتيريا (Bacillus atrophaeus ) العصوية والموجبة لصبغة جرام ، قادرة على انتاج الأبواغ الداخلية (Endospore) التي تساعدها على البقاء في الظروف الصعبة ، فالأبواغ الداخلية تمثل طوراً ساكناً في البكتيريا لا يظهر فيه أي نشاط أيضي لكن الدراسات أثبتت أن العديد من مكونات الجراثيم لها نشاط انزيمي ، ما يجعل بالإمكان استخدامها كمصنع حيوي فعّال للتخلص من سُمية العناصر الثقيلة ( Heavy Metals ) من خلال قدرتها على أكسدة واختزال العديد من المواد لانتاج جزيئات نانوية منها . وحسب نتائج الدراسة فقد أظهرت الاختبارات التحليلية أن الأبواغ الداخلية (Endospore) والحافظات الدقيقة – أبواغ تم تعريضها لحرارة تصل الى 100 درجة مئوية لمدة 10 دقائق لتفقد نشاطها وقدرتها على النمو مرة أخرى أُطلق عليها (Microcapsules) بسبب حجمها وشكلها – كانت نشِطة بشكل كبير و قادرة على تحويل أيونات الفضة (+Ag ) الى (Ag0) ما أدى الى تكون خليط بلورات نانوية في محلول نترات الفضة (AgNO3) ، وهذه البلورات ” كروية ، سداسية ، مكعبة ومثلثة الشكل ” يتراوح حجمها من ( 30-5 ) نانومتر ،بينما الخلايا البكتيرية الحية أو الخضرية (Vegetative cells) لم تستطع النمو في محلول نترات الفضة ولم تنتج أي جزيئات نانوية . حيث تعتبر عملية انتاج جزيئات فضة نانوية ” آلية دفاع ” يستخدمها الكائن لتقليل سُمية أيونات الفضة عالية النشاط من خلال تغيير ذائبيتها . على أية حال هذه الدراسة تقدم طريقة جديدة وواعدة لاستخدام الأبواغ الداخلية لبكتيريا (B. atrophaeus ) لانتاج جزيئات نانوية خارج الخلايا ؛ يمكن استخدامها للتخلص من الفضة في البيئات الملوثة بطريقة رخيصة وصديقة للبيئة مقارنةً مع طرق التصنيع الفيزيائية والكيميائية .