الوقت ثمين، وكما قيل في المثل: \\\\\\\”الوقت من ذهب\\\\\\\”. فيجب على الإنسان أن يحرص على استثمار وقته فيما يعود عليه بالنفع. ولأهمية الوقت فقد سعى الإنسان لاختراع الساعة وتطويرها لقياس الوقت فمن الساعات الشمسية القديمة حتى الساعات الذرية الحديثة. وقد خلق الله سبحانه وتعالى في أجسامنا ساعات بيولوجية. فكل إنسان لديه ساعة جسمية إيقاعية خاصة به. وهذه الساعات تنظم الوقت لأنشطة الجسم المختلفة من النوم للتنفس..
وقد أكتشف العلماء أن النبات أيضاً مثل الحيوان بداخله ساعة بيولوجية Biological Clock ، فهذا النبات الساكن الصامت بداخله ساعة تتكتك، مثل ساعة جسم الإنسان التي تخبره متى يستيقظ، فالنبات لديه أيضاً ساعة تخبره أن يستعد للشمس. فتبدأ هذه الساعة النباتية بالعمل في كل صباح، عادة بضعة ساعات قبل الظهر. وفي وقت الضحى ينبه النبات للاستعداد لضوء الشمس القوي، مما يحدث عمليات تساعد النبات على صنع غذائه..
وتتحكم الساعة النباتية في إنزيم، وظيفته تحوير بروتيناً يطلق عليه د1D1، ويعد هذا البروتين هاماً لعملية البناء الضوئيPhotosynthesis (العملية التي فيها النبات الأخضر يستخلص الضوء ويحوله لطعام في وجود ثاني أكسيد الكربون والماء). وعندما يرتبط هذا البروتين مع الفوسفور، يؤدي ذلك إلى تخليق بروتين معدل آخر في يخضور الخلية. ويعتقد العلماء أن هذا البروتين المعدل يخبر النبات أن يضبط نشاطه على حسب شدة الضوء. ولأن النباتات لا تستطيع أن تهرب بالمقارنة بالحيوانات، وجذورها منغرسة في التربة، لذلك تطورت فيها تكيفات تسمح لها أن تقاوم البيئات المتطرفة القاسية. فإذا تعرضت النباتات لأشعة فوق بنفسجية عنيفة، فإنها تنتج جزيئات تسمى فلافونويدات Flavonoids ، التي تعمل كحاجز لأشعة الشمس.. وتتوقف الساعة النباتية في المساء عندما تغرب الشمس.
فسبحان الله الذي خلق للنبات هذه الساعة حتى يتمكن من استغلال وقته على أكمل وجه! فهل ينجح العلماء مستقبلاً من الاستفادة من هذه الساعة النباتية لتطوير طرق تزيد من كفاءة النباتات في إنتاج الطعام، مما يساهم في حل مشكلة نقص الغذاء في العالم؟
الساعة النباتية
الساعة النباتية