رسالة ماجستير تناقش نوعية غبار الشوارع في بعض مناطق مدينة كربلاء واستخدام النباتات كمراقب حيوي
جرت في كلية التربية للعلوم الصرفة المناقشة العلنية لنيل شهادة الماجستير
للطالب أسعد شهيد محمد
لرسالته الموسومة بـ (دراسة نوعية لغبار الشوارع في بعض مناطق مدينة كربلاء واستخدام النباتات كمراقب حيوي)
حيث ترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور نجم عبد الحسين نجم وبعضوية كل من الأستاذ الدكتور وسام مالك داود من جامعة ديالى والأستاذ المساعد سهير أزهر موسى وبأشراف الأستاذ المساعد أبراهيم مهدي عزوز من جامعة بغداد.
ناقشت الدراسة بعض جوانب مشكلة تلوث الهواء المتواصل في أجواء مدينة كربلاء المقدسة والمساهمة في وضع بعض الحلول لهذه المشكلة ، حيث تحظى دراسة بيئة المدن اليوم بأهمية بالغة لكون أغلب الملوثات التي تنتجها تنتقل عبر وسائل عديدة ملوثةً بذلك الهواء والتربة والمياه و التي تمثل الأوساط البيئية التي يعيش فيها أو يعتمد عليها الكائن الحيويقصد بتلوث الهواءAir pollution بأنّه وجود أي مواد صلبة أو سائلة أو غازية بتراكيز تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية بالإنسان والحيوان والنبات أو تؤثر في طبيعة الأشياء ويتميز التلوث الهوائي عن غيره من أشكال التلوث في أنّه سريع الانتشار إذ لا يقتصر تأثيره على منطقة المصدر وإنّما يمتد الى المناطق المجاورة والبعيدة , كذلك وبعكس أشكال التلوث الاخرى.
يشكل غبار الشارع Street Dustمصدراً هاماً في توليد واطلاق الدقائق الغبارية الى الغلاف الجوي من خلال اثارته بواسطة سير المركبات ، إذ يشكل نسبة 33% من الملوثات الهوائية ولذا يعدّ كمية غبار الشارع ونوعية محتوياته مؤشراً على التلوث البيئي في المدن الكبيرة ومصدراً للملوثات الهوائية كذلك يتسبب في العديدة من الأمراض مثل أمراض الجلد والعيون والحسّاسية والجهاز التنفسي ويعد الأخير أكثر الأجهزة تضرراً ، وأهم الأمراض التنفسية هي الالتهاب الشعبي Bronchitis، والانتفاخ الرئوي Emphysema والربوAsthma وسرطان الرئة Lung cancer .
تشهد مدينة كربلاء المقدسة اليوم زيادة في عدد السكان ، وتعد المدينة الأهم في سياحة العراق إذ يتوافد عليها ملايين الزائرين في أكثر من مناسبة خلال السنة الواحدة ، مضافاً لموقعها الجغرافي إذ تحدّها من الشمال الغربي المنطقة الصحراوية وكثرة العشوائيات ، لذا جاءت هذه الدراسة محاولةً معرفة بعض مصادر التلوث الهوائي , وتركيز الملوثات, واقتراح طرائق معالجتها والحد منها.
ويمكن تلخيص غرض الدراسة بالنقاط الآتية:
1- تحديد مصادر التلوث بالغبار والمعادن الثقيلة ضمن منطقة الدراسة ومستويات تأثيرها .
2- معرفة العلاقة بين غبار الأرصفة والغبار المتساقط والدقائق العالقة TSP.
3- دور بعض النباتات في تخفيف نسب التلوث بالغبار والمعادن الثقيلة .
وتوصلت الدراسة الحالية الى النتائج الآتية :
1– تلوث جميع مواقع الدراسة بالغبار والذي يتضمن دقائق ذات أحجام صغيرة عالية الخطورة بسبب قدرتها على اختراق الجهاز التنفسي .
2- يحتوي الغبار ( غبار الشارع و الغبار المتساقط والدقائق العالقة الكلية TSP )على معادن ثقيلة Pb,Cd,Cu,Zn,Mn,Co,Fe,As,Se,Al,Cr)) خطرة على الصحة و النظام البيئي .
3- تشكّل وسائل النقل المختلفة وانتشار الورش والعشوائيات والمعامل غير القانونية وحرق النفايات المتراكمة من قبل الأهالي أهم مصادر التلوث بالمعادن الثقيلة .
4- قدرة نبات الكونكاربس والديدونيا على خفض نسب التلوث بالغبار بشكل أفضل من الألبيزا واليوكالبتوز ، بالمقابل تفوق نبات الألبيزا والكونكاربس على خفض و مراكمة أغلب المعادن الثقيلة المدروسة .
5- امكانية استعمال الأنواع النباتية المدروسة كمراقب بيئي حيوي لتلوث الهواء بالمعادن الثقيلة.
ومن التوصيات الي اقترحها الباحث
1- زراعة أرصفة الشوارع بنباتات قادرة على احتجاز الغبار ومراكمة المعادن الثقيلة للتقليل من تراكيز الملوثات في أجواء المدينة .
2- اجراء دراسة حيوية لمعرفة الأحياء المجهرية المرتبطة مع جزيئات الغبار المختلفة .
3- اختبار كفاءة أنواع نباتية اخرى لمعرفة مدى كفاءتها في خفض نسب التلوث بالغبار والمعادن الثقيلة ، أو دراسة أجزاء اخرى من النباتات المدروسة كاللحاء والجذور لاختلاف النباتات في مراكمتها للمعادن داخل أنسجتها .
4- اجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية في مناطق اخرى من مدينة كربلاء المقدسة وبقية المحافظات لوضع قاعدة بيانات حول مستوى التلوث بالغبار ومكوناته في البيئة .