عصر البيانات الكبيرة

عصر البيانات الكبيرة

عصر-البيانات-الكبيرة Copy

أهلاً بك في عصر البيانات الكبيرة، حيث كل ما تكتبه أو تفعله يتم تسجيله وتخزينه ومعالجته من قبل الشركات الكبرى للمساعدة في توفير أفضل الخدمات المناسبة لك.

ما هي البيانات الكبيرة (Big Data

مصطلح البيانات الكبيرة يطلق على البيانات ذات الحجم الهائل والتي تختلف أنواعها ومصادرها ويصعب معالجتها بالطرق التقليدية، ويزيد حجم هذه البيانات باستمرار وتتنقل بسرعة بين الأنظمة المختلفة والإنترنت. على الرغم من هذه التحديات إلا أن البيانات الكبيرة تساعد الشركات والمؤسسات على اتخاذ القرار وتحسين الخدمات. تعد البيانات التي يتم تجميعها من الشبكة العنكبوتية والتي تكون عبارة عن كلمات أو صور أو مقاطع مصورة أو قراءات لمستشعرات من أبرز أمثلة البيانات الكبيرة بسبب حجمها الكبير وعدم انتظامها وصعوبة حصرها وتخزينها في قاعدة بيانات واحدة.

تحليل البيانات الكبيرة واستخلاص المعارف منها يتطلب استخدام أدوات من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتنقيب البيانات. ويعتمد التقدم في بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي على كمية البيانات المدخلة وكل كانت هذه البيانات أكبر كلما كان ذلك أفضل. على سبيل المثال في حالة الأنظمة التي تعتمد علي تعليم الألة، هذه الأنظمة تحتاج الي كمية بيانات كبيرة، حيث كلما زاد حجم هذه البيانات واختلفت تركيبتها كلما كان ذلك أفضل لهذه الأنظمة في فهم وتحليل البيانات. من أمثلة التطبيقات التي تبنى علي تكنولوجيا تعليم الآلة تطبيق “سيري” (Siri) الذي تقدمه شركة أبل في أجهزتها المحمولة، وهو عبارة عن تطبيق للإجابة علي تساؤلات المستخدم المختلفة، حيث أنه يعتمد علي تعليم نفسه بنفس من خلال الأسئلة والبيانات التي يدخلها المستخدم، وكلما زادت كمية البيانات المدخلة للتطبيق كلما زادت دقة إجابته.

تطبيقات البيانات الكبيرة

الصحة: يعد مجال الصحة من المجالات التي تستفيد من البيانات الكبيرة بشكل كبير، حيث يمكننا الآن تحليل سلاسل الحمض النووي بدقائق ومعرفة علاجات جديدة للأمراض وتوقع حدوث الأوبئة. فقط تخيل لو أن جميع بيانات المرضي من وزن وعمر وسلوك وأيضاً أعراض ونتائج المرض تم تجميعها ومعالجتها، سينتج لدينا المعرفة اللازمة لمعالجة ومنع انتشار الأمراض. كذلك يتم حالياً استخدام البيانات الكبيرة في حاضنات الأطفال حديثي الولادة، حيث يتم تسجيل الأطفال المولودين خلال فترات زمنية طويلة وتحليل سلوكهم من تنفس ونبض، وبعد معالجة هذه البيانات يتم التوصل إلى خوارزمية للتنبؤ مستقبلاً بالأمراض عند الأطفال حديثي الولادة.

الرياضة: يتم استخدام تحليل البيانات الكبيرة في معظم الرياضات الكبرى، حيث يتم تسجيل حركة اللاعبين من خلال الفيديو وتحليل نشاطاتهم وسلوكهم في الملعب مما يساعد في تحسين خطط اللعب واكتشاف نقاط الضعف.

تحسين أداء الآلات والأجهزة: تساعد البيانات الكبيرة في تحسين أداء الآلات وجعلها أكثر ذكاءً. على سبيل المثال، سيارة القيادة الذاتية من جوجل (صوره رقم 1) تأتي بمجموعة من الأجهزة المختلفة مثل الكاميرات والمستشعرات ونظام الملاحة العالمي. باستخدام تحليل البيانات الواردة من هذه الأجهزة يمكن المساعدة في تحسين أداء السيارة لتجنب مناطق الازدحام المرورية أو التكيف مع حالة الطريق.الأمن: تستخدم وكالة الأمن الوطني الأمريكي تحليل البيانات الكبيرة المستمدة من الإنترنت ووسائل الاتصال الإلكتروني والشبكات الاجتماعية في إحباط المخططات الإرهابية عن طريق تحليل البيانات ومعرفة سلوك وتوجهات الأفراد، كما يتم استخدام البيانات الكبيرة في منع والحماية من الهجمات الإلكترونية.

صورة رقم 1، سيارة جوجل

صورة رقم 1، سيارة جوجل

تأثير البيانات الكبيرة
لمعرفة تأثير البيانات الكبيرة قال الدكتور “إيرك برينجولفشن” (Erik Brynjolfsson) الخبير الاقتصادي في معهد ماساتشوستس للتقنية أنه يمكن تشبيه البيانات الكبيرة بالميكروسكوب: اختراع  الميكروسكوب تم قبل قرون مضت ومن خلاله استطاع العلماء معرفة وقياس أشياء لم يكونوا يتخيلوها من قبل على مستوى الخلية، حيث كان الميكروسكوب يمثل  تطوراً هائلاً في القياس والاستكشاف. بالنسبة للبيانات الكبيرة فهي عبارة عن ميكروسكوب العصر الحديث حيث أنه من خلالها تستطيع رؤية الأشياء وقياس البيانات كما لم تكن تتوقعها.  فمثلا يمكن عن طريق تحليل نتائج البحث في جوجل ومنشورات الفيسبوك وتغريدات تويتر معرفة أمور عن الشخص وسلوكه بتفاصيل دقيقة لم تكن معلومة من قبل. كما صرح الدكتور “إيرك” أنه في مجالات الاقتصاد وإدارة الأعمال سوف يتم الاعتماد في اتخاذ القرارات والتنبؤ بتوجهات المستهلكين على تحليل البيانات بدلاً من الخبرة لدي أصحاب القرار. وفي ورقه علمية نشرها الدكتور “إيرك” بالتعاون مع اثنين من زملائه تم من خلالها استنتاج أن هناك 179 من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة تستخدم تحليل البيانات الكبيرة كمعدلات الاستهلاك وتقييمات الزبائن في اتخاذها للقرارات وإدارة الشركة، مما أدي الي زيادة في الإنتاجية بنسبة 5 أو 6 بالمئة مقارنةً بالشركات التي لا تعتمد تحليل البيانات الكبيرة.

وقد تم اكتشاف قوة البيانات الكبيرة في العديد من المجالات غير التكنولوجيا منها الصحة العامة والاقتصاد والإدارة، حيث وجد الباحثون في جوجل أن العديد من الأشخاص في منطقة معينة قاموا بالبحث عن كلمات مثل “دواء للإنفلونزا” أو “أعراض الأنفلونزا”، وبعدها بأسبوعين تم ملاحظة زيادة في عدد الأشخاص الذين دخلواا المستشفى الموجودة في هذه المنطقة مصابين بالإنفلونزا.

ختاماً، أصبحت البيانات الكبيرة عاملاً أساسياً في اتخاذ القرارات في الشركات الكبرى وذلك نتيجة لتداخل مصادر البيانات في جميع مجالات حياة المستخدم، حيث أننا من خلال بحث جوجل ومنشورات الفيسبوك وتغريدات تويتر وسجل التسوق الإلكتروني نستطيع معرفة سلوك الإنسان وطموحاته وخططه المستقبلية وتوقعاته، وبناءا عليها يمكن للشركات الكبرى اتخاذ قراراتها العملية.