هشاشة العظام: ثاني أكبر مشكلة صحية في العالم

هشاشة العظام: ثاني أكبر مشكلة صحية في العالم

 

هشاشة-العظام

ما أجمل لحظة رؤيتك لإبنك وهو يلعب بسعادة ولكن فجأةً عندما يسقط على الأرض أو يرتطم بشئ ما فإنه يتعرض لكسور حتى إن كانت الإصابة طفيفة، عندها تدرك بأن إبنك مصاب بهشاشة العظام،  وعنده أيضا كبار السن يأخذون حذرهم عند حركتهم لتجنبهم مضاعفات هذا المرض الذي يعد ثاني أكبر مشكلة صحية في العالم بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.

تشبه العظام في تركيبها قطعة إسفنج ويوجد بداخلها مسامات تخزن فيها المعادن والكالسيوم والذي يعطيها القوة والصلابة، ويمر الهيكل العظمي في مراحل نمو طولية ودائرية، حيث تتشكل العظام ويتم إعادة تشكيلها خلال مراحل حياة الإنسان ويحدث نمو الهيكل العظمي خلال مرحلة الطفولة والمراهقة.

المحافظة على العظام تتم عن طريق عمليات الهدم والبناء، في حالة ما قبل إنقطاع الطمث تتم عمليات الهدم والبناء بشكل متزامن حتى يبقى حجم العظم طبيعي ومناسب، أما بعد إنقطاع الطمث فإن عمليات الهدم تطغى على عمليات البناء مما يقلل من الحجم الطبيعي للعظام وهذا ما يسمى بهشاشة العظام.

عند الأطفال تتصف هشاشة العظام بإنخفاض كثافة المعادن في العظام وتقل ليونتها، ويلعب الكولاجين دوراً مهماً في كثافة وصلابة العظام .

ومن المعروف بأن هشاشة العظام أكثر شيوعا عند النساء حيث تصاب واحدة من كل اثنتين ورجل من كل 5 رجال، ومع تقدم السن تزداد مخاطر الإصابة ويرجع ذلك إلى إنخفاض مستوى الإستروجين بعد سن اليأس.

عند الرجال، يلعب الأندروجين (Androgen) دور مهم في تنظيم تكون العظام، ويقل مستوى التستوستيرون بمعدل 0.8% في العام وبالتالي إنخفاض التستوستيرون مما يؤثر على الإستروجين وبالتالي يؤدي إلى فقد العظام لوظيفتها.

وحتى نطمئن من سلامتنا من هشاشة العظام أوصى فريق مهام الخدمات الوقائية الأمريكية (USPSTF) بإستخدام الطاقة المزدوجة للأشعة السينية (Dual energy X-ray) لفحص جميع النساء اللواتي أعمارهن 65 عاماً فما فوق والنساء الأقل سناً اللواتي لديهن زيادة في مخاطر التعرض للكسور وأيضا بالنسبة للرجال الذين تزيد أعمارهم عند 70 عاماً.

وحسب دراسة سعودية قامت بها الباحثة لينا حماد حول هشاشة العظام عند الإناث الجامعيات واللواتي يتراوح أعمارهن من 20-25 عاماً، شارك في الدراسة 101 طالبة جامعية، وتم قياس كثافة المعادن في العظام (BMD) بإستخدام الطاقة المزدوجة للأشعة السينية، خلصت الدراسة إلى أن ثلثي المشاركات لديهن هشاشة عظام بشكل طفيف إما في الرقبة أو العمود الفقري.

كيف نشخص هشاشة العظام:

التشخيص عن طريق الأشعة السينية إعتمادا على كثافة المعادن في العظام (BMD).

ويتم عمل تحاليل مخبرية لمرضى هشاشة العظام مثل: 25 هيدروكسي فيتامين د، والكالسيوم، والكرياتينين، وفحص هرمون الغدة الدرقية (TSH).

تأثير هشاشة العظام:

10 مليون أمريكي أعمارهم 50 عاماً فما فوق لديهم هشاشة عظام في عظمة الفخذ، 1.5 مليون أمريكي لديهم هشاشة عظام في الفخذ والعمود الفقري. ومعدل الوفيات تزداد من 15-20% بعد عام من الإصابة، و20% من المرضى يتم تمريضهم في المنزل لفترة طويلة. أما بالنسبة لتكاليف العلاج فإنه من المتوقع أن ترتفع من 18 مليار دولار في 2002 عام إلى 25 مليار دولار في عام 2025.

الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام:

  • تناول القهوة أكثر من 2.5 فنجان يومياً.
  • وجود تاريخ مرضي في العائلة.
  • نقص الإستروجين بعد إنقطاع الطمث.
  • خلل في الهرمونات الجنسية.
  • عدم الحركة ونشاط غير كافي.
  • قلة تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د.
  • بعض الأمراض مثل: إلتهاب المفاصل والذئبة الحمراء وأمراض الكبد.
  • أمراض الغدد.
  • تناول بعض الأدوية مثل: أدوية علاج التشنج، والهيبارين، والأدوية المثبطة لجهاز المناعة.
  • التقدم في السن (65 عاماً فما فوق).

تقييم هشاشة العظام:

هشاشة العظام الأولي: نتيجة العمر وفقدان وظيفة الغدد الجنسية.

هشاشة العظام الثانوي: إنقطاع الطمث وتشكل 30% من حالات هشاشة العظام، أما ما قبل إنقطاع الطمث تكون نتيجة نقص فيتامين د.

كيف نحمي أنفسنا من هشاشة العظام:

تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، والتعرض لأشعة الشمس.

إتباع حمية غذائية صحية.

تجنب الإفراط في شرب القهوة والإبتعاد عن التدخين.

ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري حيث أنها تساعد في تقوية العظام.

الفحص الدوري لكثافة العظام خصوصا للنساء بعد إنقطاع الطمث وكبار السن.

الإنتباه للآثار الجانبية للأدوية المتناولة بحيث تأثيرها على العظام ومحاولة تجنب ذلك.

العلاج:

بعض الأدوية تستخدم لعلاج هشاشة العظام، مثل: البيوفوسفونات (Biophosphonate) ويعد الأكثر إستخداما وذكر في العديد من المقالات البحثية وفعال في علاج هشاشة العظام، وهناك أدوية علاجية أخرى. أيضا التغذية الصحية الجيدة تزود الجسم بما يحتاجه لتقوية العظام وإعادة بنائها.

التمارين الرياضية، في دراسة بحثية قام بها الباحثان الإيرانيان حيدر صادقي وفرزانه موفسقي، حيث تم فحص كثافة العظام لدى سيدة تبلغ من العمر 57 عاما وتعاني من هشاشة العظام، وتم الفحص قبل البدء ببرنامج التمارين وبعد التمارين على مدار 3 سنوات من 2011 وحتى 2013، بينت النتائج وجود تحسن في كثافة المعادن في العظام بعد التمارين.

أخيرا مرض هشاشة العظام غير مرتبط بجنس أو عمر فهو مرتبط بعدة عوامل تؤدي بشكل تدريجي إلى المرض، ويمكن تفاديه عبر إتباع نظام صحي جيد وهو الحل الأمثل وتجنب العوامل المسببة للمرض التي ذكرها سابقا.